حزب العنصر يرد على المشوشين ويفجرغموض الحوار الاجتماعي ورداءة المهرجانات الثقافية

برلمان نيوز: خاص

سجل حزب الحركة الشعبية باستغراب كبير الصمت الحكومي المريب والتستر غير المفهوم عن نتائج الجولة الأخيرة للحوار الاجتماعي الذي قادته الحكومة مع النقابات خلال النصف الثاني من شهر شتنبر الماضي، كما انتقد بشدة عدم قدرة الحكومة على إعادة إصلاح منظومة التربية والتكوين إلى سكته الطبيعية وما شهدته مهرجانات وزارة الشباب والثقافة والتواصل من ممارسات مشينة، مخالفة لقيم المغاربة الأصيلة والراسخة. كما لم تفته المناسبة للرد على ما سماهم بالمشوشين على التحضير لأشغال المؤتمر الوطني للحزب، في إشارة منه إلى من هاجموا قياديي الحزب أمثال الوزير السابق محمد أوزين.

وقال بلاغ صادر عن اجتماع للمكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية، الجمعة الماضية، توصلت به جريدة “برلمان نيوز” الإلكترونية، “إن حزب السنبلة المتطلع إلى التنزيل الأمثل لمرتكزات الدولة الاجتماعية الحقة التي أسست لها بلادنا بفضل الرؤية الاستراتيجية لجلالة الملك محمد السادس على مدى عقدين، يسجل باستغراب شديد غياب أي بيان رسمي يكشف عن نتائج ومخرجات هذه الجولة الجديدة من الحوار الاجتماعي ما عدا تصريحات معزولة وغير رسمية لبعض أعضاء الحكومة وبعض ممثلي النقابات المشاركة في هذا الحوار، والتي أضفت ضبابية وغموض أكبر حول مساره وغاياته على عكس ما رافق محطة ميثاق 30 أبريل 2022 من سخاء في الاحتفاء والتطبيل  وحملات إعلامية مكثفة !”.

غياب وصفة حكومية لتنزيل الوعود الانتخابية

وتفعيلا للتوافقات المعلنة بخصوص الميثاق الاجتماعي الموقع عشية فاتح ماي الماضي، دعا حزب العنصر الحكومة والنقابات المعنية إلى “تملك الجرأة السياسية لتنوير الرأي العام الوطني والأجراء بما خلص إليه هذا الحوار خاصة فيما يتعلق بالزيادة العامة في الأجور وتخفيض الضريبة على الدخل  لكافة الأجراء في القطاع العام والخاص”، مضيفا في السياق ذاته “ونحن على بعد أيام معدودات على عرض مشروع القانون المالي للسنة المقبلة على البرلمان، لازالت الحكومة تتكتم عن الحلول العملية التي سيحملها لمواجهة تداعيات الغلاء ومخلفات الجفاف وسوء تدبير ملف المحروقات، مسجلا غياب “الوصفة الحكومية لتنزيل الوعود الانتخابية للأحزاب الممثلة فيها، وقس على ذلك التماطل الحكومي في تنزيل مشروع القانون التنظيمي للإضراب في خرق واضح لأحكام الفصل 86 من الدستور، وكذا القانون المنظم للنقابات المهنية التي لا تخضع لحد الأن للمبدأ الدستوري القاضي بربط المسؤولية بالمحاسبة لا ماليا ولا تنظيميا ولا تدبيريا!”

وضع حد للاحتقان وعشوائية التدبير

وفي سياق آخر، دعا بلاغ حزب السنبلة الحكومة إلى تملك الجرأة السياسية لإعادة إصلاح منظومة التربية والتكوين إلى سكته الطبيعية بغية وضع حد للاحتقان القائم ولعشوائية التدبير وغياب الرؤية والحكامة المطلوبة.

وفي هذا الصدد، استحضر البلاغ  ما آلت إليه أوضاع منظومة التربية والتكوين والتعليم العالي والبحث العلمي من انحباس في الإصلاح وعودة الاكتضاض، فضلا عن تسويف إخراج النظام الأساسي الموعود والعجز عن حل ملف الأساتذة أطر الأكاديميات، ناهيك عن ما يشهده قطاع التعليم العالي من احتقان غير مسبوق إلى حد إعلان الهروب الجماعي من هذا القطاع الاستراتيجي.

وعليه، دعا حزب السنبلة  الحكومة إلى مراجعة مدونة سيرها في تدبير هذه القطاعات الحساسة ذات الصلة بالتنمية البشرية و النموذج التنموي الجديد المنشود وتملك الشجاعة السياسية للإعتراف بفقدانها لبوصلة الإصلاح التي يشكل القانون الإطار لمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي مدخلها و منطلقها الأساسي لإنقاذ المنظومة من الإفلاس البيداغوجي والهيكلي.

أزمة ثقافية تدمر قيم تمغربيت في صفوف الشباب

وعلى إثر ما خلفته بعض المهرجانات المدعمة و المنظمة تحت إشراف وزارة الشباب والثقافة والتواصل من ممارسات مشينة ومخالفة لقيم المغاربة الأصيلة والراسخة، استنكر بلاغ المكتب السياسي للحزب التمادي الممنهج  للحكومة في  التخطيط لأزمة ثقافية  تدمر قيم تمغربيت في صفوف الأجيال الشابة الحالية والمقبلة.

 وفي ظل صمت الحكومة، كدائم عهدها، سجل البلاغ ذاته “أن حزب الحركة الشعبية وإذ يثمن مختلف المبادرات الفنية والمهرجانات الجادة والهادفة المؤطرة بمبدأ الحرية المسؤولة وبروح الانفتاح الإيجابي على مختلف الثقافات والألوان الفنية، فإنه في نفس الوقت يسجل بأسف شديد غياب رؤية وسياسة ثقافية استراتيجية لدى الحكومة قادرة على تنزيل الأفق الدستوري للهوية الوطنية بمختلف مكوناتها وأبعادها في احترام لثوابته ولقيم تمغربيت التي حرص المغاربة على مدى قرون على تحصينها”.

وبناء على ما سبق وإيمانا منه بمغرب التنوع والتعدد في إطار الوحدة، دعا بلاغ الحزب الحكومة إلى الكشف عن مرتكزات سياساتها العمومية في المجال الثقافي والفني وفي صدارتها البرامج الملموسة لإنصاف الأمازيغية بعد سنة بيضاء في تنزيل أحكام الدستور والقانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي لهذا المكون الأصيل في الهوية المغربية.

فوز مستحق في الانتخابات الجزئية

وعلى المستوى الحزبي، نوه بلاغ حزب العنصر بالنتائج المشرفة التي حققتها الحركة الشعبية بمناسبة الإنتخابات الجزئية التي جرت  بكل من إقليم الدريوش وعمالة عين الشق بالدارالبيضاء، منوها بالمناسبة محمد فضيلي وعبد الحق شفيق على فوزهما وعلى الثقة التي حظيا بها من طرف الناخبات والناخبين خلال هذه الاستحقاقات، واعتبر بلاغ الحزب “أن هذا الفوز المستحق هو نتيجة العمل المسؤول والبرامج البديلة التي يقترحها ويدافع عنها الحزب عبر فريقيه بالبرلمان ومن خلال أجهزته الوطنية والمحلية في ظل الظروف الصعبة التي تمر منها بلادنا مقابل سياسة النعامة التي تستكين إليها الحكومة أحيانا ومنطق الاستبداد الناعم والاستقواء العددي أحيانا أخرى منذ تشكيل الأغلبية الحالية”.

مناعة الحزب صخرة تنكسر عليها محاولات المشوشين

ولم يفت البلاغ ذاته المناسبة، التأكيد على “أن مناعة الحزب الداخلية وتماسك صفوفه، صخرة صلبة تنكسر عليها كل المحاولات الساعية فاشلة للتشويش على مؤتمره الوطني المقبل وعلى مواقفه واختياراته  كحزب وطني أساسي حامل لمشروع مجتمعي بديل من موقع  المعارضة المؤسساتية المسؤولة”.

في هذا السياق، نوه بلاغ حزب العنصر بعمل اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع عشر،  مؤكدا أن كل الترتيبات التحضيرية تسير في مسارها الصحيح مؤطرة بروح العمل الجماعي وتعبئة حركية منقطعة النظير و بانخراط كافة الحركيات والحركيين، مما “سيجعل من محطة المؤتمر المقرر عقده يومي 25 و26 نونبر 2022 بالمركب الرياضي مولاي عبد الله بالرباط، محطة سياسية بامتياز ولحظة تاريخية في مسار حزب عريق ساهم في التأسيس  لمرتكزات المغرب المؤسساتي المستقل وللحريات العامة ولخيارات مجتمعية استراتيجية، مضيفا أن حزب السنبلة “مصر اليوم وغدا على ترسيخها  وتمكينها من الإمتداد في مغرب لا مكان فيه لأي شكل من أشكال الهيمنة السياسية والحزبية  ولكل مسوغات التطرف المرفوض تحت أي مسمى”.

محند العنصر

الأمين العام لحزب الحركة الشعبية