جامعة الأخوين تحتضن ندوة حول “الأمن السيبراني والهوية الرقمية لإفريقيا”
14:50
أخبار عاجلة
برلمان نيوز: عبد الغفور الرحالي
يرجع عدم قدرة الحكومة الحالية من إيجاد نسق متناغم في آدائها الباهت، أساسا إلى البلوكاج الحكومي الخفي، الذي كان نتيجة تسرع واضح لرئيس الحكومة في اختيار الأحزاب الثلاث الأولى تحت شعار زائف “إختيار صناديق الإقتراع”، و نحن نعلم جميعا أنه اختيار لا يعبر إلا عن فئة من الشعب، اختارت التسجيل في اللائحة الوطنية للانتخابات ثم التصويت، بينما تظل الفئة الاخرى تتابع المشهد السياسي، بشكل واضح مؤمنة بأن الوطن له ملك يعزه و يناصره و يثق في إدارة شؤونه و حماية مصالحه، ومتأكدة يقينا، أن دور الحكومات في ادارة القطاعات يتم وفق التوجهات العليا والمصالح العليا للوطن.
إن المسألة اليوم، لا يتعلق بتقديم أحكام جاهزة أو محاسبة الحكومة جماهيريا، بل المسالة ترتبط بعملية البحث عن مكامن ضعف هذه الحكومة، القوية عدديا والغير متجانسة أيديولوجيا بما تعنيه الكلمة من معاني عميقة في دراسة التوجهات السياسية و أهداف الأحزاب المشاركة و حتى تلك التي لم تعرف بعد موقعها في المعارضة.
لقد أعلن رئيس الحكومة في السابق، بأن توجه حكومته ليبرالي اقتصادي، قال ذلك فجر تشكيله لحكومته التي جاءت بعد انقضاء فترة الحجر الصحي و عودة الحياة العامة تدريجيا، مما يستدعي من هده الحكومة الشروع في إعادة التوازنات الماكرو سياسية و الماكرو اقتصادية و الإجتماعية، عبر حزمة من الإجراءات والإصلاحات العميقة.
وفي المقابل، كان على عزيز أخنوش التفكير جليا في أن هذه الأمور، تحتاج وزراء سياسيين الذين يمكنهم اتخاذ مواقف وقرارات شجاعة ذات أثر سياسي على المجتمع و ليس وزراء تكنوقراط لا يمكنهم التأثير سياسيا في مواكبة قراراتهم و شرحها و الترافع عنها أمام معارضة شرسة ومتابعين لا يثقون في السياسيين بشكل قبلي .
لكل هذا، اليوم الحكومة مطالبة بإعادة هندسة مشروعها وفق رؤى وتطلعات عامة، بل إنها مطالبة بتغيير تشكيلتها الغير منطقية و التي لا يجب أن تبنى على مبدأ العدد، بل على مبدأ التجربة و التراكم وغيرهما. والحكومة التي ستشرع في تنزيل مفاصيل النموذج التنموي و تؤسس للانطلاقة الجديدة يجب أن تكون لها القوة و القدرة على تحمل المخاطر على الإقناع وعلى اتخاذ قرارات جزافية ستكتوي منها سياسيا و سينتفع منها المواطن لاحقا.
إن “الرتوش” الحكومي المقبل، بالنسبة لنا كمتابعين للشأن الوطني، سيكون حاسما أو إن أحببت أن أسميه “الفرصة الأخيرة”، لاعادة التوازن للمشهد السياسي ، وإلا فإن رئيس الحكومة سيغامر بمصير وطن، ويرمي به في حضن احتقان اجتماعي، لا أحد يتنبأ شراسته، في غياب مخاطبين سياسيين قادرين على احتواء الغضب بصفة عامة.
بقلم: عبد الغفور الرحالي
كاتب و محلل سياسي
MADE WITH ❤ BY REPLOYE
جميع الحقوق محفوظة لموقع برلمان نيوز 2023 © – شروط الاستخدام