أفضل 19 عروض الجمعة السوداء على معدات الكاميرا من Nikon وDJI وCanon وغيرها
أخبار عاجلة
18:52
أخبار عاجلة
برلمان نيوز: عبد المجيد الحمداوي
لم أعتقد يوما أن ذقون أمهات وأولياء التلاميذ مهمة لهذه الدرجة، فدونها لن يجد الوزير الوصي على قطاع التعليم في وقت عسير إلا سواهم. وتلك ما هي إلا لعبة الضحك على الذقون بالواضح و المرموز.. في لحظة الشدة والشجب والجدب، وأبواب المؤسسات التعليمية مغلقة بإحكام، اختلط على الحكومة الحبل بالنابل، وأضحت لعبة الوزير المحترم واضحة بوضوح الشمس في عز النهار.
بعناوين بارزة يقرأها بيسر لا تلاميذ الخاص ولا العام، عجزت الحكومة في إيجاد حلول موضوعية لأزمة اجتماعية أول ضحيتها هو تلميذ المدرسة العمومية، وبدل أن تفتح ذراعيها لمن يهمهم الأمر أي نساء ورجال التعليم، تلجأ بذهن مرتبك وبدون “حشمة” مع النقابات وجمعيات أولياء التلاميذ إلى لعبة “التمني”، وهو أمر ليس بغريب على المغاربة، فهي أي الأحزاب المكونة للحكومة سبق وأن أطلقت في حملات انتخابية “عرام” من الوعود المعسولة، الفارغة من كل صدق وسرعان ما تنصلت من وعودها فور وصولها إلى زفة الحكم.
لعبة التمني ولعبة الضحك على الذقون، تظهران عند محاولة الحكومة أن تبرر عدم تحملها مسؤولية الإضراب العارم، بحجج واهية، تنطلي على الأستاذ والتلميذ، أما أمهات وأولياء التلاميذ فقد وجدوا أنفسهم لا حول لهم ولا قوة.
والغريب في الأمر أن المواطن المغربي حتى اللحظة، يدرك وعود الحكومة التي لا تغني ولا تسمن من جوع، لأنها مجرد ألاعيب وأكاذيب مضللة لتمرير أجندات سياسية في الزمان والمكان، سيرا على منطق” تفوت الراس..وتجي فين بغات”.
في ظل هذه الوضعية الخطيرة التي يمر منها قطاع التعليم العمومي، فالمواطن الذي لم يجد حتى رغيفا للعيش بسبب قساوة الأسعار، أما تعليم أبناءه في القطاع الخاص فهو صعب المنال، يدرك جيدا أن مرارة اختيارات سيادة الوزير في الظرف الراهن، امتزجت بقساوة الجوع والعوز، ويدرك أيضا أنه لا حديث عن الديمقراطية مع الجهل والأمية.
لقد وصل قطاع التعليم العمومي إلى هذا النفق المظلم، بسبب الاختيارات الحكومية التي يغذيها هوس السلطة والتحكم في رقاب كل من حاول صرع جنون التحكم، اختيارات بهلوانية زجت برجال التعليم في آتون التفرقة وشتت نضالهم، وزادت من عدد التنسيقيات بعدما فقد الجميع الثقة في المحاور الرسمي مع الحكومة أي النقابات.
لقد اختار وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أن يسترق الأضواء وتحت أضواء كاشفة، وعوض أن يسارع الزمن لإدخال التلاميذ إلى الأقسام، حمل رئيسه في الحكومة بطريقة أو بأخرى مسؤولية تأجيج الأوضاع، واستبق الأحداث بجمع ممثلي جمعيات أولياء أمور التلاميذ، شرح أعذار الحكومة التي اكتفت بتجميد النظام الأساسي دون حل المشاكل المستعصية وخصص حيزا وافرا للاستماع إلى اقتراحاتهم.
ومن موقعنا كملاحظين وآباء يتابعون هذه المهزلة التي سقط فيها تعليمنا العمومي على غرار سقوط التلميذ الكسول، نقدر عاليا هموم أولياء التلاميذ قاطبة، والذين همهم الوحيد هو إيجاد صيغة مرضية لاستدراك وتعويض الزمن المدرسي الطائش، ومنحهم ضمانات بدون الضحك على الذقون وبدون تنميات حتى يستفيد التلميذ من دروس الدعم التربوي للتلاميذ أيام العطلة المقبلة، خصوصا بعد مضي أكثر من شهرين من إضراب نساء ورجال التعليم، في وقت لازالت التنسيقيات وليس النقابات الأكثر تمثيلية، صامدة إلى حين سحب النظام الأساسي وليس الاكتفاء بتجميده، ولا تعود الطمأنينة إلا باسترجاع الاقتطاعات من الأجور، ورجوع الأساتذة لمقرات عملهم، وإذ ذاك، بمقدور الوزارة إعداد سيناريو يتعلق بكيفية تعويض الزمن المدرسي الذي ضاع.
فإلى أين حكومة الكفاءات ذاهبة بهذا القطاع الحيوي؟ أين كرامة الأستاذ وحماية حق التلميذ في التعليم؟ فهل تبخرت الوعود في وطن يعيش في حضنه شعب بلا تعليم.
لهذا الوطن يا حكومة “التلافات”، هوية وانتماء، والوطن، حرية وكرامة إنسانية، الوطن دستور الحقوق والواجبات، فأين نحن من كل هذا وذاك، من رجال التعليم وممثلي جمعيات أولياء التلاميذ الذين وثقوا بها وسلموها ذقونهم لتضحك عليها.
إذا كان الأمر كذلك فإن أي حديث عن تراجع نساء ورجال التعليم المضربين عن العمل، شيء من الخيال، والقرارات المتخذة من طرف الحكومة، لا تعدو أن تكون ضحكا على الذقون لا أكثر، لأن الحقيقة هي من صميم مسؤولية الحكومة وليس أمرا تتفضل به على أسرة التعليم.
في الدول الديمقراطية التي تحترم الوطن، إذا عجز وزيرا عن تحمل مسؤوليته، فمن المؤكد أنه يتحتم عليه أخلاقيا التنحي لمن هو أجدر بالقيام بالمسؤولية كاملة، أما إذا كانت أخلاق هذا الوزير لا تسعفه لاتخاذ مثل ذلك الموقف فإن التنسيقيات ستتخذ كل الوسائل السلمية المشروعة للحفاظ على سفينة قطاع التعليم من التحطم وغرق الجميع.
MADE WITH ❤ BY REPLOYE
جميع الحقوق محفوظة لموقع برلمان نيوز 2023 © – شروط الاستخدام