متقاعدو اتصالات المغرب يحتجون للمطالبة بتنفيذ الأحكام القضائية المتعلقة بتسوية معاشاتهم
أخبار عاجلة
04:24
أخبار عاجلة
برلمان نيوز: زبير بوحوت
خلفت صور عطلة وزيرة السياحة المغربية بزنجبار، ضجة في وقت لم تستسغ إلى حجم المقالات و الاحتجاجات المنددة على ما أقدمت عليه الوزيرة في الظرفية جد الصعبة التي يعيشها القطاع السياحي، الذي لم يتعافى للخروج من منطقة الخطر، إذ أن حجم النشاط عرف تراجعا في حجم ليالي المبيت ولم يمثل سوى 55% مقارنة مع 2019.
كما كان لهذه الأزمة أثر بليغ على مجموعة من المقاولات السياحية، حيث عرف قطاع كراء السيارات لوحده إفلاسا لحوالي 3000 شركة، أما شركات النقل السياحي، لازالت تعاني من تبعات الديون المتراكمة وغلاء سعر المحروقات التي وجدت نفسها مضطرة لتحمل تبعاته بالنظر للعقود التي سبق أن أبرمتها أخذا بعين الاعتبار أثمنة الكازوال السابقة في حدود أقل من 10 دراهم، قبل أن ترتفع إلى 15 أو 16 درهم وهو ما يعني أن هاته الشركات ملزمة بتقديم خدماتها وهي تعلم مسبقا أنها تتكبد خسائر مهمة.
ومن المعلوم أن المكتب الوطني المغربي للسياحة قام بمجهودات جبارة من أجل تشجيع السياحة الداخلية عبر إطلاق علامة “نتلاقاو فبلادنا” و القيام بعمليات إشهارية لكل الوجهات السياحية وذلك بإشراك المجالس الجهوية للسياحة في عملية الترويج هاته.
ومن المعلوم أيضا أن المغرب نظم عملية “مرحبا” سنة 2021 مع إعطاء امتيازات لمغاربة العالم ( تخفيضات في تذاكر الطائرات والبواخر) وهي العملية التي كللت بالنجاح حيث ارتفع عدد الوافدين للمغرب من 2,8 مليون سنة 2020 إلى 3,7 مليون سنة 2021 (+32%).
كما أن المغرب قام بمجهودات كبرى من أجل إنجاح عملية مرحبا لسنة 2022 حيث تم إطلاقها يوم 5 يونيو ( عشرة أيام قبل التاريخ المعتاد) في سباق مع الزمن من أجل ربح الوقت واستقطاب أكبر عدد ممكن من مغاربة العالم وكدا السياح القادمين عبر المعبر البحري.
لكن الصدمة كانت قوية وأنا أستمع لاستجواب السيدة الوزيرة مع أحد المنابر المعروفة قبل أكثر من شهر حين سألها الصحفي عن المدن التي تحبها بالمغرب فأجابت: ( مراكش)، ولما سألها عن المدينة المحببة لها في العالم أجابت: (باريس)، وكنت أنتظر أن تذكر مدنا سياحية أخرى مثل: الداخلة، أكادير، ورزازات، فاس أو العيون. ألم تعلم السيدة الوزيرة أن المغرب أفضل بلد في العالم؟ ألم تطلع على الظرفية التي تمر بها العلاقات المغربية الفرنسية؟، ثم أضافت في حوارها أنها ستقضي عطلتها في إحدى الوجهات الإفريقية.
هنا كان لابد أن يتدخل أحد المقربين قبل الاستجواب لتأطيرها و بعد الاستجواب للتنبيه بأن الظرفية الراهنة لا تسمح بالسفر إلى الخارج، لأن قضائها العطلة في هذا الوقت بالذات خارج المغرب، ربما فيه نوع من المخاطرة.
فما وقع أخطر مما أظن، سافرت السيدة الوزيرة لقضاء عطلتها في شهر غشت، ولجأت إلى حيلة ذكية، بنشر أشرطة إشهارية ابتداء من فاتح غشت عن المعهد الدولي للتكوين بطنجة، ثم في يوم 4 غشت فيديو عن التجارب السياحية ( مراكش نموذجا) ، ثم يومي 8 و12 غشت شريط عن السياحة بجهة سوس ماسة، وفي 16 غشت، شريط آخر عن الطبخ المغربي وفي يومي 18 و 19 غشت شريط عن مدينة الصويرة.
وفي تقديري ما هي إلا عملية تمويه ربما أرادت من خلال ذلك، محاولة إقناعنا على أنها تقضي عطلتها في المغرب.
لما حدثني أحد الأصدقاء، “أن الوزيرة أرادت ربما أن تطلع على تجربة تنزانيا في السياحة”، وقد كان ردي هو “أن طنزانيا لم تستقطب سوى مليوني(2) سائح سنة 2019″. وللتذكير أنها كانت تقضي عطلتها و”للطنز” بإرسال فيديوهات عن الوجهات المغربية من تنزانيا قصد التمويه فقط.
أكرر مرة أخرى، أن دور المسؤول على القطاع استراتيجي في وضع التصورات الكبرى للقطاع مثل: جلب الاستثمارات الضخمة، الاعتناء بالسياحة الداخلية، تعزيز الربط الجوي ، رقمنة القطاع و مواجهة التحديات الكبرى، أما عملية نشر الفيديوهات الإشهارية لها مختصين في إطار العقود المبرمة مع مؤسسات الترويج.
ودون أن ننسى أيضا، على الوزيرة أن تعلم أن المسؤولية السياسية تتطلب التضحية والتكوين السياسي. فهل هي مستعدة لذلك ؟
MADE WITH ❤ BY REPLOYE
جميع الحقوق محفوظة لموقع برلمان نيوز 2023 © – شروط الاستخدام