في قمة “RENEWPAC 2023”..أوزين يصف ديمقراطية الانقلابيين بديكتاتورية الفساد وانتهاكات حقوق الانسان

في قمة “RENEWPAC 2023”..أوزين يصف ديمقراطية الانقلابيين بديكتاتورية الفساد وانتهاكات حقوق الانسان

برلمان نيوز: خاص

كشف محمد أوزين الأمين العام للحركة الشعبية أن السلطة في معظم الدول الأفريقية تعيش حالة الانتكاسات من جراء عودة ظاهرة الانقلابات، كما هو الشأن في بوركينا فاسو والسودان ومالي، والمذهل -يضيف المتحدث- أن هذه الانقلابات تستهدف بشكل خاص البلدان الضعيفة اقتصاديا.

جاء ذلك في كلمة قوية ومعبرة ألقاها محمد أوزين الرئيس المشارك للمجموعة الليبرالية أمام زعماء العالم الليبراليين المشاركين في قمة “RENEWPAC 2023” التي نظمت بالعاصمة السنغالية من طرف المجموعة السياسية لتجديد أوروبا في البرلمان الأوروبي بالتعاون مع المؤسسات الليبرالية الدولية. ويهدف هذا اللقاء الدولي إلى معالجة التحديات المعقدة والمترابطة التي تواجه القارتين، مع التركيز بشكل خاص على التنمية المستدامة.

كما شكلت القمة، التي اختارت موضوع “حماية الأنظمة الديمقراطية في الشمال والجنوب على السواء”، مناسبة لزعماء العالم الليبراليين تسليط الضوء على أهمية العمل المشترك والتضامن للدفاع عن القيم الديمقراطية، والتأكيد على التزامهم بالتعاون الفعال عبر القارات في أفق إيجاد الحلول الدائمة للمشاكل العالمية. وفي ذات السياق، أضاف أوزين بالمناسبة “أن الديمقراطية غالبا ما يتم تعريفها على أنها نظام سياسي يهدف من خلال نظامه الانتخابي، إلى أن يكون ديمقراطيا، ولكن حيث الواقع، فالسلطة تتجه نحو شكل من أشكال الديكتاتورية داخل الديمقراطية نفسها. وهكذا، فإن الديمقراطية تقدم نفسها على أنها محاكاة ساخرة للديمقراطية”.

وأوضح المتحدث في هذا الصدد، أن هذا المفهوم يميز القارة الإفريقية، التي شهدت زيادة في الانقلابات على السلطة خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، خصوصا في بوركينا فاسو والسودان وغينيا وتشاد ومالي. وهذا الاتجاه يتناقض بشكل صارخ مع تراجع الانقلابات في إفريقيا على مدى العقدين الماضيين، حيث ومن بين 486 انقلابا ناجحا أو فاشلا منذ عام 1950، وقع 214 منها في إفريقيا، مضيفا في هذا الصدد “من الواضح أن هذه المنطقة هي الأكثر تضررا، ومن المثير للصدمة، نلاحظ أن 45 دولة من أصل 54 دولة إفريقية كانت هدفا لمحاولة انقلاب واحدة على الأقل منذ عام 1950. ومع الأخذ في الاعتبار الانقلابات الناجحة، فإن عددها يبلغ 36 دولة، أو الثلثين من الدول الأفريقية”.

واستطرد محمد أوزين قائلا: “من المثير للاهتمام أن إفريقيا تحطم رقما قياسيا عالميا في الانقلابات، ويتصدر السودان القائمة، حيث شهد 17 انقلابا منذ عام 1950، ستة منها كانت ناجحة، بما في ذلك آخرها في أكتوبر الماضي. وفي المقابل، تستحق السنغال الثناء لأنها الدولة الأكثر استقرارا في القارة، حيث منذ استقلالها في عام 1960، تمت التغييرات السياسية الثلاثة للسلطة بشكل سلمي”.وأبرز الأمين العام الحركة الشعبية أن هذه الانقلابات تتمركز بشكل متزايد في البلدان الأكثر حرمانا اقتصاديا، موضحا أن الناتج الداخلي الإجمالي في بوركينا فاسو وغينيا ومالي وتشاد أقل من 20 مليار دولار، بينما التناقض الكبير هي ليبيا، التي بلغ فيها حوالي 43 مليار دولار.

وارتباطا بذات الموضوع، يرى أوزين أن الانقلابات في إفريقيا تتميز بعدم ارتباطها بالتمردات أو المظاهرات الحاشدة أو السخط الشعبي، بل إنها ترتكب من طرف جهات ذات ارتباطات رسمية بالحكومة، وخاصة الجيش. وتعتبر نيجيريا، الدولة الأكثر كثافة سكانية في إفريقيا حيث يزيد عدد سكانها عن 214.5 مليون نسمة، مثالا توضيحيا لهذا الاتجاه، حيث شهدت انقلابات منذ استقلالها في عام 1960.وخلص المتحدث قائلا: “في عام 2014، أصدر مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي تحذيرا، أدان فيه أوجه القصور في الحكم، وسلط الضوء على أسباب مثل سوء الإدارة، والتهميش، وانتهاكات حقوق الإنسان، والتلاعب بالدساتير، والفساد. وهذه العوامل غالبا ما تكون السبب وراء التغييرات غير الدستورية للحكومات في إفريقيا”.

وفي الختام، شدد محمد أوزين على أن الأسباب الكامنة وراء الانقلابات لا تزال موجودة وتزداد سوءا. وأضاف “ما لم تتحسن هذه الديناميكيات الداخلية أو يقدم الفاعلون جهويا وعالميا حلا، فلا يوجد سبب للاعتقاد، للأسف، بأن الانقلابات ستختفي”.

اقرأ أيضا

الإشتراك
إخطار
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتًا
التقيمات المضمنة
عرض كل التعليقات

أخبار اليوم

صوت و صورة

لحظة إصابة ترامب وسقوطه على الارض ثم نهوضه |محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي ترامب

بايتاس: مخطط المغرب الأخضر، تعرض للكثير من الافتراء وكان موضوع مزايدات.

أخنوش: الحكومة تتعهد بتنفيذ المشروع الملكي الكبير لدعم الإسكان بشفافية ومرونة

رئيس الحكومة السيد أخنوش يتحدث عن جهود التعاون في مواجهة أزمة الزلزال