برلمان نيوز: خاص
اليوم أشرقت شمس مدينة فاس العالمة على خبر مفرح وحدث جليل، خبر تشريفنا من طرف شاعر كبير ودكتور من العيار الثقيل بدعوة من معهد صروح والذي أبت جمعيتنا جمعية حروف الميزان للزجل بفاس إلا أن تشاركها هذه الاستضافة الباذخة.
انتظرنا كثيرا التملي بالطلعة البهية لشاعر مصر الأول الدكتور جمال مرسي قطب من أقطاب الفكر الثقافي اللغوي والنقدي في أواخر القرن العشرين بداية القرن الواحد والعشرين، شاعر أديب يرى أن اللغة العربية هي ثروتنا المشتركة وهي الوطن الذي نسكنه جميعا والرصيد الثقافي الذي نختزنه والجسر الذي نتواصل عبره.
ولو كنا في أقصى ركن من أركان الوطن العربي لم يبخل على أحد بأشعاره ودعمه. شاركنا احتفالاتنا وهو بعيد عنا بآلاف الكيلومترات، ولا أنسى الكلمات البديعة التي قال في حقنا يوم تكريمنا أنا والخلوقة المميزة الشاعرة نبيلة حماني من طرف قبطان وقائد مؤسسة على صفحتي “علم سيدي عبد الله دكدوك في إبحاره الثاني بمكناس”.
فأهلا ومرحبا بشاعر النيل العظيم ابن أرض الكنانة وزينة شعرائها الدكتور جمال مرسي سيد القريض وملك الحرف. وحتى إني لا أريد أن أغضب شعراء ومبدعين في المغرب و في بعض بلدان الوطن العربي إذا قلت بأن هذه القامة الإبداعية والموهبة الشعرية الفذة له من المقدرة أن يكون أمير الشعراء والشعر الحديث.
ليست هذه الحقيقة رهنا بالوعي الأدبي ولا وقفا على الإستراتيجية الثقافية الحديثة، وإنما هي حقيقة تربط هذا المبدع الشاعر والأديب المتواضع ابن الأهرامات بوجود المثقف العربي ذاته وفعالية، أينما كان ومهما كانت مقوماته، لأن الشعر والأدب ليس مجرد أداة للإبداع والفرجة اللغوية الراقية، بل صانعته ولا يمكن احتكارها ولا منع تفاعلها وتواصلها مهما جنح أهله للعزلة والعلو، فكل كتاب يكتبه وكل ديوان يؤلفه هذا الدكتور العالي الكعب، جميعها تطوي المسافات المكانية لتطل على العالمية، ليشرب من نخبها عشاقه الكثر الشيء الذي ينقص عددا كبيرا من الشعراء والمؤلفين. فهو دائما يعتمد في كتاباته على صناعة الوعي بالذات الجماعية، وهذا يضخ في ميزان تطلعاته كشاعر لكافة الأمة العربية.
أود فقط أن أنعش ذاكرة الحضور الكريم الذي يتطلع لمعرفة ما خفي من حياة ومسار هذا الرجل الطيب القلب، النقي السريرة، المتواضع في زمن الغرور. ويأتي بيت القصيد في هذه الوصلة التمجيدية لهذا العملاق المتمكن من آلياته اللغوية البيانية والبلاغية، ألا وهو جمع شمل المثقفين والشعراء المصريين تحت سقف واحد، بلا ضغينة، ولا احتقار، كما نرى في بعض الدول العربية. قد حافظ جاهدا وبشهادة شعراء بلده على رعاية الشمعة الثقافية الموقدة حتى لا تنطفئ رفقة أدباء وشعراء آخرين من حجمه.
حفظه الله ورعاه وسدد خطاه وبارك فيه وفي عمله وحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم هو وكل أهل بيته الكرام ودامت الأخوة بين بلدينا الشقيقين مصر والمغرب كما كانت منذ عقود والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إمضاء
الشاعر إدريس لحمر
عضو جمعية حروف الميزان للزجل بفاس
MADE WITH ❤ BY REPLOYE
جميع الحقوق محفوظة لموقع برلمان نيوز 2023 © – شروط الاستخدام