الطالبي يقصف أعداء التراب الوطني من جنوب إفريقيا

الطالبي يقصف أعداء التراب الوطني من جنوب إفريقيا

-المغرب يواصل شراكاته مع أشقائه في إفريقيا، على أساس احترام اختياراتهم وسيادتهم ووحدة ترابهم

-على المؤسسات والفاعلين الاشتغال على مشاريع وسياسات تجعل إفريقيا المستفيدة من ثرواتها. 

برلمان نيوز: خاص

ألقى راشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب كلمة بمناسبة بمشاركته في المؤتمر السنوي الحادي عشر لرؤساء البرلمانات الإفريقية المنعقد بين فاتح وثاني الشهر الجاري بجنوب إفريقيا.

في البداية، استهل رشيد الطالبي كلمته بالتذكير بالظواهر المناخِية التي عشناها، ونعيشها خلال سنة 2022 بالتحديد وبالخصوص منها الارتفاعُ القياسي لدرجات الحرارة، التي تؤشر على تحولات سلبية بالغة الخطورة في الاختلالات المناخية، تسببت في جفاف حاد، ونقص كبير في الموارد المائية و أذكت الحرائق، مما ستكون له مضاعفات سلبية على مصادر الغذاء وعلى مجموع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمنظومات البيئية.

وإلى جانب هذه الظواهر، اضاف المتحدث ذاته، أن  الاقتصاد العالمي يعاني من التبعاتِ الكارثية لانتشار جائحة كوفيد 19، وبعده الارتفاع المهول في أسعار الطاقة الذي ساهم في كبح الدينامياتِ الإيجابية التي سجّلت خلال عام 2021 في الاقتصادات الوطنية والمبادلات العالمية، جراء الحرب في شرق أروبا وجراء ارتفاع كلفة النقل وشح مصادر التموين. 

وشدد رئيس مجلس النواب، ان القارة الافريقية هي الضحية الأولى التي لا تساهم في هذه الانبعاثات سوى بنسبة %4، جراء سياسات دولية لم تساهمْ في بلورتها، والاسْتغلال المفرط لثروات الأرض الذي لم ينعكسْ على شعوبها في مشاريع إِنمائية تحدث التحولات الاقتصادية والاجتماعية وتحقق الطموحات المشروعة لشعوبها، مضيفا أنه وبشهادة الأمم المتحدة، فإن نسبة المجاعة و النقص في التغذية بالقياس إلى عدد السكان تزداد أكثر بإفريقيا، هي الأعلى من أي منطقة أخرى في العالم.

وفي سِياق توالي الأزمات، وازدياد الحاجيات، والتنافس الحاد على الموارد والثروات، أكد الطالبي على ضرورة إدراك البرلمانات الإفريقية والنخب الإفريقية التحولات الفارقة الكبرى والمؤسسة لعلاقات دولية جديدة، أساسها منطق المنافع، مضيفا، ” بالاعتماد على إمكانياتنا، بإمكاننا أن نشتغل بذات الروح الإفريقية الجماعية التي طبعتْ مرحلة الكفاح من أجل الاستقلالات الوطنية، من أجل قيام إفريقيا الجديدة الناهضة على أنقاض الانقسامات والأزمات والندْرة”. و”علينا بالأساس، كمؤسسات وفاعلين أن نشتغل على المشاريع والسياسات التي تجعل إفريقيا تستفيد من ثرواتها”. 

وفي هذا الصدد، استحضر الطالبي الخطاب الملكي التاريخي في القمة 28 الموجه لقادة الاتحاد الأفريقي في  31 يناير 2017 في أديس أبابا، حيث تكتسي  الدعوة الملكية بعد حوالي خمس سنوات من إطلاقها، راهنية كبرى في السياق الدولي الراهن، لعدة اعتبارات، ذكر رئيس مجلس النواب منها أن إفريقيا تتوفر على إمكانيات هائلة ينبغي تحويلها إلى ثرواتْ. فهي تملك 60% من الأراضي القابلة للزراعة في مجموع العالم.

والاعتبار الثاني حسب المتحدث، يتجلى في كون أن القارة الافريقية تتوفر على موارد بحرية هائلة، وأن 13 مليون كلم مربع من العمق البحري الافريقي، و 6.5 مليون كلم مربع من الجرف القاري الافريقي، تختزن موارد هائلة، فيما يمكن ل 26 ألف كلم من السواحل التي تتوفر عليها إفريقيا أن تشكل مجالا لأنشطة هائلة ومبادلات تجارية قارية ودولية مكثفة ومربحة. مؤكدا في هذا الصدد أن هذه الإمكانات البحرية في  البحار تساهم ب 50 % من الغذاء العالمي وتعتبر أداةَ تواصلٍ وتجارةٍ عالمية.

ومن بين الاعتبارات أيضا، أن قارتنا تتوفر على ثروة بشرية شابة بإمكانها إن هي حصلت على التكوين والتأطير الضروري، أن تساهم في تحويل هذه الإمكانيات إلى ثروات جاذبة للاستقرار وباعثة على الأمل في مواجهة الإحباط والرغبة في الهجرة التي يحفزها اليأس والبطالة.

وفي الأخير، يتجلى الاعتبار الرابع، في كون أن البلدان تطور فلاحة مستدامة، بفضل الثروات المائية الهائلة التي تتوفر عليها عدد من بلدانها، لكن شريطة حسن تعبئتها ونقلها واستعمالها، وهذا رهان دولي على الماء خلال القرن 21. 

بالعودة إلى الاختلالات المناخية وارتفاع أسعار المواد الطاقية، قال رئيس مجلس النواب ” ينبغي لنا أيضا أن ندْرك قيمة مصادر الطاقة النظيفة التي تتوفر عليها قارتنا، والتي تحتاج بالطبع، إلى التكنولوجيا، وإلى التمويلات. وفي هذه الإشكاليات يظل التضامن العالمي والتعاون الدولي، ممتحنا، خاصة إزاء إفريقيا.”

من جانب آخر، وبخصوص الظروس المستخلصة من كوفيد 19 ، شدد المتحدث على ضرورةِ قيام منظومة تعاون، وإنتاج دوائي افريقية، تفضل التعاون جنوب –جنوب، وتعمل على إعادة استقطاب المهارات والأدمغة الافريقية، تؤطر البحث العلمي و تحفز الديناميات البحثية والعلمية وتوطينها في بلدان القارة.

وأضاف الطالبي: “يتعين علينا كبرلمانيين الترافعُ من أجل نقل التكنولوجيا إلى أفريقيا ومن أجل تيسير عودة العقول الإفريقية إلى بلدانها، ومن أجل جعل الشركات متعددة الجنسيات المستفيدة من ثروات إفريقيا والمانحين الدوليين، يساهمون في مثل هذه المشاريع ذات المردودية الاجتماعية والاقتصادية، وفق منطق الاستثمار والشراكة، لا وفق منطق الإسعاف والمساعدة”. 

وفي السياق ذاته، أوضح رئيس مجلس النواب، أن  المملكة المغربية، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ما فتئت ترافع عن التعاون جنوب –جنوب وتجسده باستثماراتها في عدد من بلدان القارة المبنية على شراكة رابح رابح، إِذ “إن نسبة 60 % من الاستثمارات المغربية في الخارج موجهة لإفريقيا”. 

وإذا كانت قارتنا تقع في قلب رهانات دولية، وموضوع سباق اقتصادي بين القوى الكبرى، فلأنها تتوفر على إمكانيات هائلة. وفي هذا الإطار قال الطالبي” وعلينا أن نسائل أنفسنا نحن الأفارقة، عما الذي يحيل بيْننا وبين تنفيذ استراتيجيات تعاون بين إفريقية وفق منطق التعاون جنوب – جنوب ؟”. وكيف ما كان الجواب، “فإن السياق الراهن يفرض علينا مراجعة العديد من المسلمات، وأن نتواضع في علاقاتنا، ونتخلص من رواسب الحرب الباردة وتبعاتها، وأن نجعل مصالح إفريقيا وشعوبِها أولوية عملنا القاري”.

وفي الأخير،   عبر رئيس مجلس النواب عن الاستعداد الدائم للمملكة المغربية “التي تتوفر على خبْرات متقدمة ومهارات في عدد من القطاعات من قبيل الفلاحة، والصيد البحري، وتعبئة الموارد المائية، والطاقات المتجددة، وتعميم التغطية الصحية ومحاربة الأوبئة، والأمن الغذائي”، لمواصلة شراكاتها وتوسيعها مع أشقائها في إفريقيا، على أساس عقيدة الربح المشترك واحترام اختيارات الأشقاء ومؤسساتهم وسيادتهم ووحدة ترابهم، وعلى أساس التواضع والاستفادة المتبادلة.

اقرأ أيضا

الإشتراك
إخطار
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتًا
التقيمات المضمنة
عرض كل التعليقات

أخبار اليوم

صوت و صورة

لحظة إصابة ترامب وسقوطه على الارض ثم نهوضه |محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي ترامب

بايتاس: مخطط المغرب الأخضر، تعرض للكثير من الافتراء وكان موضوع مزايدات.

أخنوش: الحكومة تتعهد بتنفيذ المشروع الملكي الكبير لدعم الإسكان بشفافية ومرونة

رئيس الحكومة السيد أخنوش يتحدث عن جهود التعاون في مواجهة أزمة الزلزال