إسرائيل تعترف وتوحد.. والجزائر تنكر وتفرق

أربع قرارات لتجاوز أزمة غلاء الأسعار

برلمان نيوز : خاص

برلمان نيوز: الدكتور عيدودي عبدالبني 

(سبحان الله يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي.. سبحان الله اسرائيل تعترف و توحد العرب.. والجزائر تمزق وتشتت وتفرق العرب.. صدق من قال من مأمنه يؤتى الحذر.. ورحم الله الحسن الثاني حيث قال.. حتى يعلم الناس مع من حشرنا بالجوار)

شكل اعتراف اسرائيل بالوحدة الترابية المغربية منعطفا جديدا في الصراع العربي الإسرائيلي.. بل يمكن اعتبار هذا الاعتراف خطوة من الخطوات الكبرى في التأسيس لمسار السلام بين إسرائيل والوطن العربي.. بل هو اقتناع تام وراسخ لدى دولة اسرائيل بأن الحرب لن تحقق لها شيء مع العرب، وأن تواجدها في محيط عربي كبير لا يسمح لها بالمزيد من المعارك.. بالتالي يعد هذا الاعتراف من  دولة اسرائيل بمغربية الصحراء  أول قرار سلام فعلي وحقيقي ينم عن رغبة وإرادة كبيرة منها في تنزيل خطة السلام مع الوطن العربي التي جاء من أجلها سنة 1986 الرئيس شمعون بيريز زائرا للراحل الحسن الثاني  بمدينة إفران.

وهذا القرار امتداد لعلاقات إيجابية بين إسرائيل ومصر والأردن ودول الخليج.. كأننا اليوم أمام دولة تؤمن بالسلام.. بل فعلا أصبحنا اليوم مع دولة تؤمن بالسلام والتعايش المشترك.. وهذا ما نادى به المرحوم الحسن الثاني في التعاطي مع اسرائيل، ونبه ووجه أكثر ما مرة اليهود المغاربة إلى ضرورة نشر ثقافة التعايش و السلام التي جمعت اليهود المغاربة بالمغاربة العرب والأمازيغ  مسلمين منهم ومسيحيين.. وجعل هذه الثقافة تسود في المؤسسات الوطنية والدولية لتنتقل من مرحلة الصراع العربي الإسرائيلي إلى مرحلة التعايش والتدافع بين المسلمين واليهود وفق مقررات المنظم الدولي والشرعية الدولية.

لقد أبادت جميع الحضارات لأزيد من 5000 سنة اليهود لأنهم شعب الله المختار وأنهم رفعوا لواء التوحيد ولم يزوروا معتقداتهم.. فكان المغرب دائما قبلة لاستقرار اليهود وأمنهم في مالهم وأنفسهم و دينهم ونسلهم.. ولولا الصهيونية المتغطرسة، لما عاش العرب هذا الصراع.. لكن الزمن عرى على جميع الحقائق التي حاولت تشويه صورة اليهودي في المخيال العربي.. و خاصة مع نشأة وترعرع الحركات الاسلامية التي جعلت من العداوة مع اليهود مبدأ من مباديء انتشارها وترعرعها داخل الفكر الوطن العربي..

لكن بعد 100 سنة و خاصة بعد فشل الإسلام السياسي في تدبير الشأن العام بعد موجة رياح الربيع العربي.. بدأت صورة اليهودي تتحسن و بدأ الفكر العربي الأصيل يعود لإحياء الصور التاريخية الممثل للتعايش العربي الإسلامي مع اليهودي الاسرائيلي.. من عمر ابن الخطاب الى صلاح الدين الأيوبي إلى محمد الخامس جميعهم ناصروا اليهود عن أعداءهم وعبر التاريخ خصوهم بالعطف وبالدفاع عن حقوقهم الأساسية في العيش بكرامة تحت حكم إسلامي رشيد.

وهو نفس الانتباه الذي وصلت إليه إسرائيل بعد مراجعات لرواسب بنيوية خاطئة تشكلت لها في ظل الصراع العربي الإسرائيلي.. فرست بها بخار التفكير السياسي والفقهي إلى تجديد خطابها السياسي والابتعاد عن لغة السلاح.. والإقبال عن لغة السلام والعيش المشترك.. رغم وجود رواسب فكر إسلامي متطرف بمحيطها لازال في حاجة الى مزيد من المقاومة لتجفيف منابعه في غزة .. وكذا لوبي صاحب مصالح ذاتية يبيع ويتاجر بالقضية في الضفة الغربية.. وبين الضفتين هناك صحوة عربية أصيلة تواجه هذا اللوبي المنحرف و تعمل على كبح جماح ذلك الفكر المتطرف.

 وها هي إسرائيل توحد وتعترف بسيادة الدول العربية على أراضيها.. وها هي الجزائر تنكر  وتفرق بزرع  نار الشقاق والفراق بين الدول العربية.. وتهرول إلى دول بعيدة تسعى لاشراكها في زرع نار الفتنة بالوطن العربي .

حاصل القول، لقد تمكن المغرب اليوم من الوصول الى ما خطه المرحوم الحسن الثاني في 1986 مع الرئيس شمعون بيريز بإفران.. بفضل القيادة الرشيدة والمتبصرة والحكيمة للملك محمد السادس نصره الله.

نعم تمكن المغرب من زرع السلام و نشر ثقافة التسامح والتعايش بين الأديان وبين بني البشر.. و ما استمرار أعمال بيت مال القدس بفلسطين إلا خير شاهد على هذا التعايش وعلى هذا السلام.

لكن قرار اسرائيل الاعتراف بسيادة المغرب على ترابه يعد ثمرة من ثمار ما خطه الحسن الثاني رحمه الله.. وهناك ثمار أخرى في الطريق بعد هذا القرار.. تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس نصره الله، من بينها فتح قنصلية بالداخلة لدولة إسرائيل ونقل مكتبها بالرباط الى سفارة..  ناهيك عن تنزيل مشاريع استثمارية عملاقة  لمستثمرين يهود مغاربة وغير مغاربة بمدننا الصحراوية: ( كالداخلة- العيون- الكركارات – اسمارة – العركوب- وادي الذهب…) و بالتالي حسم معركة الوحدة الترابية.

وبكل ثقة نقولها وليسمعها العالم.. لقد أصبح المغرب اليوم بفضل القيادة المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، نقطة ربط بين قارتين أوروبية وأفريقية ومركز تلاقح الأفكار العلمية والثقافية والدبلوماسية بالحوض المتوسطي وفضاء للتعايش المشترك بين دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأمريكا.. فكل الشكر لمن  يعترف ويوحد والخزي و العار لمن ينكر ويفرق.

اقرأ أيضا

الإشتراك
إخطار
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض كل التعليقات

أخبار اليوم

صوت و صورة

لحظة إصابة ترامب وسقوطه على الارض ثم نهوضه |محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي ترامب

بايتاس: مخطط المغرب الأخضر، تعرض للكثير من الافتراء وكان موضوع مزايدات.

أخنوش: الحكومة تتعهد بتنفيذ المشروع الملكي الكبير لدعم الإسكان بشفافية ومرونة

رئيس الحكومة السيد أخنوش يتحدث عن جهود التعاون في مواجهة أزمة الزلزال