الرياضة تحقق ما عجزت عنه السياسة 

الرياضة تحقق ما عجزت عنه السياسة 

برلمان نيوز : خاص

برلمان نيوز : عبد المجيد الحمداوي
حصن أشبال الأطلس عرينه، من فراعنة مصر، واستحق لقب بطل كأس الأمم الأفريقية.
جلالة الملك راعي الشأن الرياضي وكرة القدم بصفة خاصة، كان أول المهنئين، للفريق الوطني المغربي لكرة القدم لأقل من 23 سنة، والمتأهل إلى الألعاب الأولمبية باريس 2024، بفوزه بكأس الأمم الإفريقية لسنة 2023.
إنجاز الأشبال ينضاف إلى ما حققه الأسود في قطر واللبؤات في إفريقيا من مجد كروي لم يأت من فراغ. فلابد من مهارة مدربين وأطر، ولاعبين، وجمهور رياضي، دون إغفال إمكانات مهمة وضعت رهن إشارة المنتخبات الوطنية، لتحقيق الحلم المغربي.
في المغرب، وعلى غرار باقي الدول، فعلت الرياضة ما عجزت عنه السياسة.
وإذا اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في السابق قرارا تؤكد فيه أن الرياضة عامل مهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعترف بالمساهمة في تحقيق التنمية والسلام،  فإن مواصلة مسيرة النجاح تتطلب تضافر جهود مختلف المتدخلين لتطوير ممارسة الرياضة المغربية.
والقاعدة العامة التي يتبناها عالم كرة القدم الحديث، ترتكز اليوم على العلم والإستراتيجية والتقنية.
وهي القاعدة التي يجب أن يتبناها القائمون على الشأن الرياضي ونهج سياستها في القطاع الرياضي. خصوصا وأن حال الواقع يقول، إن الأندية الوطنية لكرة القدم بمختلف فئاتها، تحتاج لنفس إمكانيات المنتخبات لتحقيق حلم جماهيرها المحلية.
نعم، تحقق الرياضة ما تعجز عنه السياسة، والدليل على ذلك، مساهمة إنجاز الأسود في المونديال والأشبال في إفريقيا واللبؤات في ملتقيات قارية ودولية أخرى، وبشكل واضح في تحسين صورة المغرب قاريا وعالميا. أي مكنته القفزة الرياضية من كسب احترام خارجي وتعزيز مكانته الدولية.
منذ زمن ليس ببعيد، أجمع العالم على أن كرة القدم أصبحت لعبة معولمة تسهم في تحقيق الإشعاع العالمي، وتخدم أغراض الدبلوماسية العامة.
وفي هذا السياق، سارع المغرب الزمن، كي تضحى كرة القدم المغربية واحدة من المجالات التي تميز ريادة الشابات والشباب، وبصم حضورهم في مختلف المحافل الرياضية على المستويات القارية والدولية.
وفي زمن قياسي، تحققت إنجازات باهرة، نتائج مكنت المغرب من وضع ترشيحه لاحتضان كأس العالم بجانب إسبانيا والبرتغال، بدون خجل وبثقة كبيرة في إمكانياته وكفاءاته. 
لا ننسى أنه بفضل مستوى التنظيم والحضور الجماهيري، تم اختيار المغرب مرة أخرى من قبل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لاستضافة النسخة المقبلة في عام 2024.
ما وصل إليه المغرب اليوم في مجال كرة القدم، يسائلنا عن شمولية الاستراتيجية لتطوير كرة القدم على مستوى المنتخبات الوطنية وأندية مختلف الفئات العمرية.
وما ينتظر مغرب اليوم، بعد تألق أسود وأشبال و لبؤات الأطلس، هو المزيد من الاستثمار في القطاع الرياضي باعتباره قطاع حساس.  فكل من يتحدث عن الرياضة فإنه يتحدث عن الشباب ومستقبله والبنية التحتية، وسمعة البلاد في الخارج.
ولاغرو، أن الاستثمار في قطاع كرة القدم بصفة خاصة من أكثر الاستثمارات القابلة للنجاح وكسب موارد ربحية، لأنه قطاع مشغل للشباب، ولا يقل أهمية من القطاعات الاقتصادية الأخرى مثل الثقافة والسياحة والفلاحة وغيرهم.
والسؤال الجوهري هو كيف يمكن تحقيق النجاح في القطاع الرياضي إذا غابت الإرادة السياسية.
الرياضة شأن يهم الحكومة والبرلمان والمحتمع المدني، وكي نجعل من مغرب اليوم بلد الرياضة، لابد، إلى جانب الإرادة السياسية، الاهتمام أكثر بالاستثمار وبشكل كبير في القطاع الرياضي الذي هو حجر الأساس في بناء الشباب أولا.
لابد من إرادة سياسية لتنزيل جهوية مراكز التدريب والتأطير على غرار مركز محمد السادس، ولدعم وتأطير الأندية.
وبصفة عامة، لابد من إرادة سياسية قادرة على وضع آليات الاستثمار الرياضي وتعزيز استثمارات رياضية سواء في بناء المنشآت الرياضية أو إقامة المصانع الرياضية المتخصصة وغيرهما، علما أن الرياضة أصبحت مصدر دخل هائل في العالم بعدما تحولت الرياضة من هواية ومتعة إلى صناعة تعد من أنجح المجالات للاستثمارات.
وأكبر دليل على أهمية الرياضة كصناعة للاستثمار هو تصارع وتنافس الدول على تنظيم الملتقيات القارية والدولية.
من الواضح جدا، أن الاستثمار الرياضي على المستوى المحلي والجهوي، لا يزال في مراحل النمو الأولى. لذا حان الوقت أن تدرك إدارة أندية فرق كرة القدم أن كل عمل استثماري مبني على رؤية وأهداف واضحة وإستراتيجية اقتصادية محددة المعالم، يعود على النادي بالدعم المادي الكبير.
وصحيح، أن الأهداف الكبرى، لا يمكن تحقيقها بدون إرادة سياسية واضحة المعالم للحكومة وبدون انخراط فعلي للمجالس الترابية والأندية في بناء استراتيجية مندمجة لتطوير الشأن الرياضي ببلادنا.

اقرأ أيضا

الإشتراك
إخطار
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض كل التعليقات

أخبار اليوم

صوت و صورة

لحظة إصابة ترامب وسقوطه على الارض ثم نهوضه |محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي ترامب

بايتاس: مخطط المغرب الأخضر، تعرض للكثير من الافتراء وكان موضوع مزايدات.

أخنوش: الحكومة تتعهد بتنفيذ المشروع الملكي الكبير لدعم الإسكان بشفافية ومرونة

رئيس الحكومة السيد أخنوش يتحدث عن جهود التعاون في مواجهة أزمة الزلزال